فصل: إعراب الآية رقم (11):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (11):

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ (11)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (للذين) متعلّق ب (قال) واللام بمعنى لأجل (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) محذوف يعود على ما جاء به الرسول من الإيمان والقرآن المفهوم من السياق (ما) نافية (إليه) متعلّق ب (سبقونا)، الواو عاطفة (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بمحذوف يقتضيه السياق أي قالوا ما قالوه، أو ظهر عنادهم (به) متعلّق ب (يهتدوا) المنفي الفاء عاطفة لربط المسبّب بالسبب السين حرف استقبال....
جملة: (قال الذين كفروا) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (كفروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) (الثاني).
وجملة: (كان خيرا) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (ما سبقونا) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: (لم يهتدوا) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (سيقولون) لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة المستأنفة.
وجملة: (هذا إفك) في محلّ نصب مقول القول.

.إعراب الآية رقم (12):

{وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ (12)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (من قبله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) (إماما) حال منصوبة من كتاب والعامل فيها الاستقرار (مصدّق) نعت لكتاب- أو خبر ثان- مرفوع (لسانا) حال من الضمير في مصدّق، اللام للتعليل (ينذر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الواو عاطفة (بشرى) معطوف على مصدّق مرفوع، (للمحسنين) متعلّق ب (بشرى).
جملة: (من قبله كتاب) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (هذا كتاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف وجملة: (ينذر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن ينذر) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمصدّق وجملة: (ظلموا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

.إعراب الآيات (13- 14):

{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (14)}.
الإعراب:
الفاء زائدة في خبر إنّ لمشابهة الموصول- اسم إنّ- للشرط (لا) نافية (خوف) مبتدأ مرفوع- معتمد على نفي- (عليهم) متعلّق بمحذوف خبر الواو عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي...
جملة: (إن الذين) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (قالوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (ربّنا اللّه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (استقاموا) لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا وجملة: (لا خوف عليهم) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (هم يحزنون) في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: (يحزنون) في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) 14- (أصحاب) خبر المبتدأ أولئك (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستتر في أصحاب، والعامل فيها الإشارة (فيها) متعلّق ب (خالدين) (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف أي يجزون جزاء (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالفعل المقدّر- أو بجزاء إن كان نائبا عن فعله وجملة: (أولئك أصحاب) لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: (كانوا يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (يعملون) في محلّ نصب خبر كانوا.

.إعراب الآيات (15- 16):

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (16)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (بوالديه) متعلّق ب (وصّينا)، (إحسانا) مفعول مطلق لفعل محذوف، (كرها) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي حملا كرها، في الموضعين، الواو عاطفة في المواضع الستّة (حمله) مبتدأ بحذف مضاف أي مدّة حمله خبره (ثلاثون)، (حتّى) حرف ابتداء (أربعين) مفعول به منصوب (ربّ) منادى مضاف منصوب، والمضاف إليه- (ياء) المتكلّم- محذوف (التي) موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت)، ومثله (على والديّ) فهو معطوف على الأول... الواو عاطفة (أن أعمل) مثل أن أشكر...
والمصدر المؤوّل (أن أشكر) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني والمصدر المؤوّل (أن أعمل) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
(صالحا) مفعول به منصوب، (لي) متعلّق ب (أصلح) وكذلك (في ذرّيّتي)، (إليك) متعلّق ب (تبت)، (من المسلمين) متعلّق بخبر إنّ..
جملة: (وصّينا) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: أحسن (إحسانا) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (حملته أمّه) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (وضعته) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: (حمله ثلاثون شهرا) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة وجملة: (بلغ أشدّه) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (بلغ أربعين سنة) في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ (الأولى) وجملة: (قال) لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: (النداء وجوابه) في محلّ نصب مقول القول وجملة: (أوزعني) لا محلّ لها جواب النداء وجملة: (أشكر) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) وجملة: (أنعمت) لا محلّ لها صلة الموصول (التي) وجملة: (أعمل) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني وجملة: (ترضاه) في محلّ نصب نعت ل (صالحا) وجملة: (أصلح) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء وجملة: (إنّي تبت) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول وجملة: (تبت) في محلّ رفع خبر إنّ وجملة: (إنّي من المسلمين) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّي تبت...
16- (عنهم) متعلّق ب (نتقبّل) بتضمينه معنى نتلقى (ما) حرف مصدريّ (عن سيّئاتهم) متعلّق ب (نتجاوز)، (في أصحاب) متعلّق بحال من الضمير في (عنهم) بحذف مضاف أي في جملة أصحاب...
والمصدر المؤوّل (ما عملوا) في محلّ جرّ مضاف إليه (وعد) مفعول مطلق لفعل محذوف مؤكّد لمضمون الجملة السابقة (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوعد، والواو في (يوعدون) نائب الفاعل، والعائد محذوف وجملة: (أولئك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: (نتقبّل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: (عملوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) وجملة: (نتجاوز) لا محلّ لها معطوفة على جملة نتقبّل وجملة: نعدهم (وعد) لا محلّ لها استئنافيّة- أو حال من فاعل نتقبّل- وجملة: (كانوا يوعدون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: (يوعدون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(والديه)، مثنى والد اسم الأب، جاء على وزن فاعل، المؤنّث والدة (ثلاثون)، من ألفاظ العقود اسم للعدد، ملحق بجمع المذكّر (تبت)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله توبت- بواو بين التاء والباء- فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو، وزنه فلت بضمّ الفاء دلالة على الواو المحذوفة.
البلاغة:
المجاز المرسل: في قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً).
الفصال هو: الفطام، وأريد به هنا مدته التي يعقبها الفطام، فعلاقته المجاورة.
الفوائد:
1 الأحوال التي لا يكون فيها الفعل إلّا لازما. ورد في هذه الآية قوله تعالى: (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) فجاء الفعل (أصلح) لازما لأنه بمعنى (بارك). وقد ذكر النحاة الحالات التي يكون فيها الفعل لازما وهي:
1- إذا كان على وزن فعل: مثل شرف- ظرف.
2- إذا كان على وزن فعل أو فعل، ووصفهما على فعيل، مثل: ذلّ وقوي.
3- أن يكون على وزن أفعل، بمعنى صار ذا، مثل: أحصد الزرع أي صار ذا حصاد.
4- أن يكون على وزن افعللّ مثل: اقشعرّ- اشمأزّ.
5- أن يكون على وزن افعنلل، بأصالة اللامين، مثل احرنجم (اجتمع).
6- أن يكون على وزن (افعنلى)، كاحرنبى الديك، إذا انتفش.
7- أن يكون على وزن انفعل مثل: انطلق وانكسر.
8- أن يضمّن معنى فعل لازم، كقوله تعالى: (أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) بمعنى (بارك) كما ورد في هذه الآية التي نحن بصددها.
9- أن يكون رباعيا مزيدا مثل: تدحرج- اطمأنّ.
10- أن يدل على سجيّة، كلؤم وجبن وشجع، أو على عرض (حالة عارضة) كفرح وحزن، أو ما دلّ على طهارة أو دنس مثل طهر ونجس، أو على لون كأحمرّ وأخضر، أو حلية: كدعج- وكحل- وسمن- وهزل.
ومعنى: إن البغاث بأرضنا يستنسر. أي إن الطير الضعيف يصبح قويا كالنسر.
وهذا مثل يضرب للذليل يصير عزيزا.
2- بر الوالدين..
دعت هذه الآية الى بر الوالدين. وقد ذكر ذلك في عدة مواضع من القرآن الكريم، فقال تعالى: (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً).
قال العلماء: لو كان هناك كلمة أقل من كلمة (أف) تعبر عن الإساءة للوالدين لذكرها اللّه تعالى.
كما نلاحظ كيف قرن اللّه عز وجل طاعة الوالدين بطاعته، تنبيها على عظم شأنهما وعلوّ مقامهما، وقد ورد أن رجلا خدم أمه دهرا وأخذها وحج بها وطاف وسعى بها، فظن أنه قد وفّاها حقها، فسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك، فقال له عليه الصلاة والسلام: لم توفّها ولا بعطة في بطنها أثناء الحمل.
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام، بإسلام أويس من اليمن، وكان يوصي أصحابه بأن يلتمسوا منه الدعاء، ولم يتمكن أويس القرني رضى اللّه عنه من الوفود على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقيه عمر رضى اللّه عنه في الحج، فقال له أوصانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نلتمس منك الدعاء، لابد أن لك عملا صالحا، فقال أويس: كنت حريصا على لقاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولكن شغلني عنه خدمة أمي.
فبهذا نرى مقدار ما للوالدين من أهمية واعتبار.
3- مدة الحمل والرضاع....
أفاد الفقهاء من قوله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) بأن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر، وأكثر مدة للرضاع أربعة وعشرون شهرا.
قال ابن عباس: إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت أحدا وعشرين شهرا، وإذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا.
3- أسباب النزول في قوله تعالى: (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ) الأصح أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه وذلك أنه صحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ابن عشرين سنة في تجارة الى الشام، فنزلوا منزلا فيه سدرة، فقعد النبي صلى اللّه عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر الى راهب هناك، يسأله عن الدين. فسأله الراهب عن الرجل الذي في ظل السدرة فقال: هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب فقال الراهب: هذا واللّه نبي وما استظل تحتها بعد عيسى عليه الصلاة والسلام أحد إلا هذا وهو نبي آخر الزمان، فوقع في قلب أبى بكر اليقين والتصديق، فكان لا يفارق النبي صلى اللّه عليه وسلم في سفر ولا حضر. فلما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعين سنة، أكرمه اللّه تعالى بنبوته، واختصه برسالته، فآمن به أبو بكر وصدق، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، فلما بلغ أربعين سنة دعا الله عز وجل (قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فاستجاب له ربه، فأسلم والداه وأبناؤه، رضي اللّه عنهم أجمعين.